الثلاثاء، 4 مارس 2008

مرثية ود شورانى لناظر البشاريين ودكرار

كانت تربط الناظر والشاعر صداقة متينة جداً بينما كان يجلس الشاعر في قرية بعلوك مع صديقه ود كرار، إذا بجمال تمر أمامه، فأبدى إعجابه بها، ولم يغض بصره عنها حتى توارت عنه، فأشار الناظر الى أحد عماله: أذهب وأسرج ابن فلانة - الإبل هناك لها نسب (تقول عاملين ليها فايلات) وهي إبل مشهورة بأصالتها– فأسرجه وجاء به الى ود شوراني، فأمره بالركوب عليه وتجربته، وعندما عاد سأله: ما رأيك؟ أجاب ود شوراني : مافيهو كلام تب ، فوهبه ذلك الجمل الحر، وهو أقصى ما يهبه الرجل في تلك البيئة، فلا يوجد أعز من هذه الإبل لديهم.

وقال في ذلك ود شوراني:

بغراً صابني من ركب الجمال الخبّن

ودّرو مني بي دفع أب محاجماً كبّن


وعندما مات الناظر ود كرار، جاء ود شوراني متأخراً (يوم الصدقة)، المسافة بين أم شديدة وبعلوك ليست قصيرة، وقيل قصيدة الرثاء هذه (نجرها) في الطريق.

فقال:

فارس المدرعات العينو ما بتنكال

ما اتسيطر على الناس بالملك والمال

راسي وفارس ورايو حال إشكال

زايلة وفانية راح البيهو راحة البال

***

جيب رسنك فرقتو كبيرة ناظر العامة

وانفقد البيندار للأمور الهامة

زايلة وفانية أصلها دار نقاص مي تامة

جاني الليلة خبرو الزي لدغة السامة

(جيب رسنك: كناية عن الكرم، تجيب الرسن وهو يديك الراحلة أو الناقة)...


***

ما بشيرلك على ذلة وكلام وفصاحة

ويمشي معاك لي آخر السؤال براااحة

إن بقى بري خصمك بصدو قماحة

وإن بقى مجني ما بتنجيك منو فلاحة

***

راح العندو ضيفان الهجوع مرتاحة

يكرموا في منازلو ويمشوا منو فراحة

ساااهل وصفو للداير يقوللو مناحة

كم وكم كفو بتكفي (رباحة)

***

أب رأياً حاضر عندو ما بجي عارق

قبال يبقى طول السيف مفكر وفارق

أب رسوة الصفقتو تخلي خصمو يدارق

يعجبك وكت يجيك من المكاتب مارق

***

إن حاول تمقلبو بي طريقة غش

يبقالك هلاك هو النار وإنت القش

فوق ضهرو اللزوم الراكز المو هش

راقدين الضعاف من غير زراعة وحش

***
إن دخل المكاتب يمرق الغايسات

وأن حام برة فيهو الشكرة والسطوات

ما دام فقدو بكّا العامة والجيهات

كيف شورتنا نحن اهل الخصوصيات



********

(منقول من منتديات رفاعه الكاتب ودالهبيكة)

ليست هناك تعليقات: